كنت اسمع الموسيقي كنت أفكر كيف غدا ساقضي يومي بين الكافيهات لاتمتع في الوقت
كنت أفكر في قضاء عطلة صيفية في مصر .. وكنت أفكر في تجربة ترفيهيه كاملة , بعيدا عن عملي في المؤسسات المحلية والتجمعات الشبابية والحديث عن قضايا الشباب ووضع قطاع غزة الذي اسماه صديقنا (مرعي بشير ) خزان غزة ... وكنت علي شفا حفرة من النوم ....
تصفحت وكالة معا الإخبارية وقرأت في مقالة للاستاذ ناصر اللحام
(لا لانضمام فلسطين الى دول التعاون الخليجي)
وكانت تتحدث عن اقتراحات لإنضمام دولة فلسطين لمجس التعاون الخليجي
وتحدث عن وضع الإنساني للفلسطينيين في الخليج وقال
(دول التعاون الخليجي كي يعمل اولادنا عمالا في الصحراء ، او معلمين في اقاصي الربع الخالي ، او سقائين او حطابين هناك ، فقد سبق وعمل اباؤنا عمالا وسواقين ومعملين وعمال نظافة وباعة متجولين وخدم في الفنادق لمدة 30 عاما في الخليج والنتيجة لم تكن سوى المزيد من الاغتراب والضياع ، وكم ألمني وضع الفلسطينيين في دول الخليج وقد تزوجوا وتناسلوا واصبح اولادهم في الجامعات وتخرجوا يبحثون عن عمل ثم لم يلبثوا ان اتصلوا بنا يتوسلون بطاقة هوية من اجل العودة ، علما ان العامل او المعلم الفلسطيني في الخليج لا يحصل على مرتب اعلى من 2000 دولار ويدفع نصف المبلغ للسكن ويعيش بالباقي ، فلا هو يتمكن من عمل ثروة ينقذ بها اهله في الارض المحتلة من ناب الجوع ، ولا هو ( غالبيتهم ) لا يتمكنون من التفوق على منافسة الهنود والباكستانيين والبنغال والسري لانكيين والصينيين والفيتناميين في جلد العمل المتواصل تحت اشعة الشمس هناك ..)
انتهت جميع افكاري وذهبت الي بلاد الوجع والحزن وتركت دمعي خلفي يتذكر معني كلمة (الكرامة) تذكرت العديد من القصص عمن سافر ولم يعود ومن سافر وعاد بصندوق خشبي ومن رحل وهاجر ومن عاد بلا تاريخ ... أستاذ ناصر كرهتني بحياتى التي لم اتخيل أنني ساعيشها ....
لا تنسي الان ما هو وضع الفلسطينيين في الخليج العربي بعد اغتيال المبحوح وتذكر جيدا ماذا حصل لنا في مطاراتهم ومنعنا من السفر إليهم يريدون أن نكون فى مجلسهم .. لا أدعو الي كره الخليج ادعو الي احترام المواطن الفلسطيني في كل مكان وزمان وانا كشاب فلسطيني لا اريد أن احمل جواز سفر غير جوازي الفلسطيني ولكن لا يعطيني كرامة !!!!! فأبحث عن جواز يعطيني حريتي سواء أمريكي او سويدي او نرويجي او أي دولة تعطينا الكرامة والحماية .. انا لا ادعو الي الهجرة أنا ادعو الي حمايتنا انا اريد وطن ومواطن وكرامة لا اريد غير ذلك قرأنا الكثير عن الشعوب التي تحررت وتحسرنا وقرأنا عن الشعوب المنتصرة وتحسرنا وقرأنا عن الشعوب المتقدم وتحسرنا نعش كل يوم بحسره .... انا لا ادعو الي اليأس ولكن ادعو الي اعطاء الأمل لنا ... أنا لست من المغرب العربي ولا المريخ ولا من الخليج انا هنا من فلسطين انا هنا من غزة ...
نحن نخلق لأنفسنا حياة ... نتطوع في غزة ونعمل ونفرح ونحزن ونأكل ونشرب ونجوع و نعطش نحلم ونقرأ ونتخيل ونتألم نحن الشباب في فلسطين وشباب القدس (الضائع ) الشباب الذي يذهب ونحن ننتظر المشهد الاخر ... لا ادعي العلم او المعرفة ولا اكتب لأني ابحث عن أشياء تلهيني عن دراستي ولكن فعلا أن كرهت الحياة بعد معرفتها ولكن لست الاضعف ولكن انا العنصر الوحيد الضعيف بين كل الأشياء شكرا للخليج لقهرنا وشكرا لك أنك تعرف الحقيقة وشكرا لجدي الشهيد وشكرا
لكل شهيد ولكل جريح وشكرا للمتطوعين وشكرا للمبدعين في غزة وشكرا للكاتبين في غزة وشكرا للحالمين في غزة وشكرا لنا جميعا أننا مازلنا في غزة أستاذ ناصر تذكر أننا نضحك ونبكي ونعطي الأمان للجميع وتذكر أيضا نحن العرب أصل العلم والحضارة ... ولكن لا شيء يلهينا عن فلسطين غير موت أفكارنا ... لا نرحل عن بلدنا ولا نأكل من طعام غيرنا ولا نكون تحت ستار خليجي او عربي او اجنبي يعطي لنا الذل نحن الكرام ابناء الكرام .. كلما تذكرت صديقي المتطوع مرعي بشير تذكرت معني فلسطين وكلما تذكرتك تذكرت أن هناك ابداع وحينما اتذكر صديقي هشام صافي اعرف معني كلمة وطنية وحينما اتذكر محمود درويش اصمت لأنه تحدث عن فلسطين واهلها قبلي وحينما اتذكر اخي بلال افكر في فلسطين مرة اخري وحينما اتذكر صديقي يوسف ضاهر تذكرت معني الحياة
وحينما اتذكر صديقي محمد مطر اتذكر أن هناك أمل .
شكرا للكل فلسطيني ....
....