الجمعة، 10 يونيو 2011

المرة الأولي


للمرة الألف قد أكتب ولكن اليوم تختلف
الطريقة والصورة ويختلف أيضا الوجع الذي مر بنا ومر بك والذي مر هنا وهناك
اليوم فكرت ألف مرة قبل الكتابة واليوم اليوم الوحيد الذي تراجعت في كتابتي
عن الكثير من الأفكار والمفردات الثقيلة والخفيفة الصادقة والكاذبة والخائنة والأمينة
لأول مرة اليوم أنظر إلي عيون أبي والي حقيبة أختي الصغيرة وأتعمق في وجع أمي لأول مرة في هذا اليوم .
لا أريد وطن ولا أريد رحيل ولا أريد فقر ولا غناء ولا أريد محبة ولا أريد كره لأول مرة في هذا اليوم تختلف فيه المشاعر
لأول مرة في هذا اليوم خرجت إلي الصلاة وأن كانت صلاة قد تصل أولا تصل ولكن صليت .ولأول مرة أركب السيارة وأنا لا أفكر بغير الرصيف
لأول مرة أشعر أني قد كرهت نفسي لأول مرة أشعر بأني أخر واحد ممكن يتحدث أو ينطق أو يفكر لأول مرة شعرت أن ملابسي كاذبة وكلامي لا معني له
لأول مرة لا معني لأتألم عيني من السهر وفي هذا اليوم كانت الدنيا ترقص بين الوجع والنسيان واليوم كان يمر بسرعة الوجع وكان الليل لا ينام وكان نبط قلبي
الخائف لا يفكر ... مر النهار كأنه ألف سنة وصلت إلي مكاني الذي سوف أدفع من مال أبي أكثر من 20دولار لتمتع .. نزلت من السيارة وكانت همومي نزلت معي بطريقة الابن الذي يتشبث بأمه ..سافرة السيارة وهي تحمل وجع السائق و وجع الطفل الذي يحمل أخيه المعاق كل يوم إلي المدرسة البعيدة ..
حينما يذهبوا أطفالنا إلي مدارسهم بمصروفهم و تقبيل الشمس .. ويذهبوا أطفالهم إلي مدارسهم بدون مصروف ويقبلون الوجع الذي يمر بهم كل صباح .. حينما يشعر طفلك بأمن بيته وأبيه ويشعر أطفالهم بخوف الحدود وبخوف الليل وبخوف النهار وبخوف العيد وبخوف رأس السنة وبخوف عيد الميلاد لأنها جميعا تحمل ذكريات لا تكتب علي شعاع من الشمس ..لأول مرة لم أحتفظ بأي قواعد وأي حدود ولا أفكر في كتابة إبداعية ... يذكرني المشهد بموت كل عزيز ورحيل الصديق وبعد العاشق وبموت الصادق وكلامنا الذي يجول الشوارع ليلا.....